مقدمة.
تأتي هذه الورقة البحثية للكشف عن بعض الآليات التي تجعل من اللغة العربية شُجَاعَة من حيث احتوائها للثقافات قديما وحديثا، ومن حيث استيعابها للذخيرة العلمية الأجنبية التي أنتجها التلاقح بين الأمة العربية والأمم الأخرى، ثم من حيث الإسهام في تعزيز عملية الاتصال والتواصل بين الأفراد والجماعات، وإن اختلف جنسهم أو اختلفت لغتهم وبيئتهم المفتوحة خاصة، وفي سبيل ذلك ارتأينا أن نجعل من موضوع هذه الدراسة محط بحث يعنى ببعض قضايا فقه اللغة في علاقتها بالتواصل اللغوي الذي يعتبر مطلبا حضاريا، يحتاج إلى دعامات علمية ناجعة، وقواعد مضبوطة تثري القدرات اللغوية لدى المتكلم بها، وتمكنه من معرفة ما هو أساسي لتلبية حاجياته التواصلية، وما تحتاجه تلك الحاجيات من تفنن يعين على الزيادة في الإنتاج اللغوي والمعرفي، ولا ندعي سبقا في هذا الباب؛ فقد أسهم فيه جمع من العلماء والباحثين، ولعل في هذه الدراسة بعض الإضافات على سبيل تكثير السواد، وتنبيها إلى أهمية قضايا فقه اللغة في تعزيز عملية التواصل، وتأسيسا على الذي تقدم يمكن أن نصوغ إشكاليتها الأساس في الأسئلة الآتية: ما المقصود بشجاعة العربية؟ وما علاقتها بقضايا فقه اللغة؟ وأين يكمن دور هذه القضايا في الانفتاح وتعزيز عملية التواصل لدى المتكلم؟